هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
تحية خالصة لكل زوار و رواد منتدانا فيستــا، أما بعد فنخبركم بأنه سيتم النهوض بالمنتدى رغبة في الرقي و الازدهار و الحصول على عدد أكبر من الزوار و خصوصا الأعضاء و هذا بالزيادة في عدد المشاركات و المواضيع.والسلام(المرجو توزيع الخبر)
عدد المساهمات : 411 نقاط : 1149 تاريخ التسجيل : 21/02/2010 العمر : 27
موضوع: :::: التعريف بالشعر النبطي واوزانه :::: السبت مايو 15, 2010 4:59 am
بسم الله الرحمن الرحيم
ما هو الشعر النبطي؟ التاريخ والتسمية خصائص الشعر النبطي وميزاته الوزن والموسيقى والقافية في الشعر النبطي
اسئلة تطرح نفسها؟؟؟
وسنجيب عنها في هذا الموضوع
ما هو الشعر النبطي؟
التاريخ والتسمية شعر عربي ملحون، خرج على ضوابط العرب في كلامهم المعرب حافل بالأصوات والمفردات والتراكيب الشعبية الدارجة، وهو أشهر أنواع الشعر غير الفصيح وأكثرها انتشاراً في شبه الجزيرة العربية وعلى ألسنة سكانها. وقد سمي بالنبطي تشبيهاً له بكلام النبط لخروجه عن قواعد العربية فكأنه كلام النبط الذي يحلنون به ولا يقيمون إعرابه وقد انتشر هذا النوع من الشعر في الجزيرة العربية منذ قرون بعيدة وبدأ نظمه على ألسنة الشعراء البارعين في جميع الأحوال، وإذا كان صفي الدين الحلي (ت 750هـ) وابن خلدون (ت 808هـ) قد ذكرا أنواعاً من الشعر غير الفصيح وذكر أسماء ما كان معروفاً في زمانهما فإن النبطي تسمية حادثة بعدهما لم يذكراها فيما ذكرا من الأسماء. ويظهر أن التسمية بدأت في الجهة الشمالية المجاورة للعراق لقربها من الأنباط وبدأت تعرف؛ لانتشار الشعر بسرعة، وأول من عرف من شعراء الشعر النبطي في القديم "أبوحمزة العامري" من الأحساء و "راشد الخلاوي"، و "قطن بن قطن" من أهل عمان و"رميزان" و "جبر بن سيار" من أهل نجد و"بركات الشريف" و"بديوي الوقداني" من أهل الحجاز، و"حميدان الشويعر" من أهل الوشم و"الهزاني" من أهل (العقيق)، وفي القرنين الثالث عشر والرابع عشر الهجريين، انتشر الشعر النبطي انتشاراً واسعاً في جزء كبير من الجزيرة العربية وكثر الشعراء الذين يحسنّونه وقوي في كل مكان وعلى كل لسان، وبلغ الغاية في سرعة الانتشار في العصر الحاضر وبرع فيه شعراء كثر منهم على سبيل المثال: جهز بن شرار و ابن سبيل ، و شليويح العطاوي، و رشدان بن موزة، ولافي العوفي ومحمد بن لعبون وغيرهم. وكل هؤلاء عاشوا في النصف الأول من القرن الرابع عشر الهجري.
أقسام الشعر النبطي
ينقسـم الشـعر النبطي إلى فنٍّ القصيد، وفن الرد أو الحوار. وفي كل فن، برز عدد من الشعراء المجوّدين
مضامين الشعر النبطي الشعر النبطي يحمل كل المضامين التي عرفها الشعر الفصيح وعبر عنها العرب الفصحاء، وكل فن وُجد في الشعر القديم المعرب وُجد في الشعر النبطي واحتفظ بكل عناصر الشعر العربي إلا الإعراب وبحور الخليل. فقد تخلَّى شعراء النبط عنهما إلا أنهم أحدثوا أوزاناً جديدة يستقيم بها جرس الشعر النبطي ويعرفون بها الشعر الموزون المقفى من غيره، وأغلب شعراء النبط في القصيد يلتزمون في البيت قافيتين، فيقفون الشطر الأول من البيت بقافية والشطر الثاني بقافية أخرى مثل قول رشدان بن موزة
يالله يا فراج باراع الأفراح يا مُبدل عسر الليالي يلين
تفرج لمن بيته على جال مسهاج كنَّه خلاوي ماش حوله قطيني
ويتناول الشعر المدح والرثاء والهجاء والغزل ووصف الكرم والشجاعة وكل موضوعات الفخر وغيرها ولكن بلغة عامية، وهذه المعاني تأتي في القصيد الذي يحسنه الشعراء في الحجاز ونجد وشمال الجزيرة كله وشرقها وغربها، ومن نماذج ذلك قول مشعان الهتيمي
يقول مشعان الهتيمي تفلهم قاف رجس بين الضلوع المغاليق
واحيرتي في مقعدي قيس ماتم قلب الهواوي يطرقنّه مطاريق
خلي طواني طيَّه الثوب الأدهم وأنا طويته طي بير الزرانيق
ومثله قول جهز بن شرار
يا غزيل جاني وجيته على الدرب جاني وأنا عجلان ماني بقرا
يحوز من قصر العوالي على الزرب ويمشي على مشهاته اللي يورا
بغيت أخمه مير ذلَّت من حرب وأنا على درب الردى ما تجرا
أما فن الرد أو الحوار أو (القلطة) فلا يعرف مثله في الشعر الفصيح وصفته: أن يقوم شاعر ويقوم معه صفان من الناس، فينشد بيتين فيردد الصفان البيتين، حتى يعترض الشاعر الآخر ويطلب منهما السكوت ثم يأتي ببيتين آخرين يشاكل معناهما معنى البيتين السابقين، فيقوم الصفان بترديدهما فإن كان البيتان الأولان مدحاً تبعهما الشاعر الثاني، وإن كانا هجاءً تبعهما أيضاً.. الخ، وهذا الفنُّ لا يحسنه إلا القليل، لأنه يقوم على أسس معرفية، وأعراف اجتماعية مرعية، وبيئة تشجعه. كما يقوم على الذكاء اللمَّاح وسرعة البديهة، واستحضار الحال، وتضمين أشياء بعيدة عن الفهم المباشر والدلالة السطحية للكلمات. وتكون قدرة الشاعر في استعمال الإيحاء والإيماء البعيد للمعنى مؤثراً في جودة الشعر وتزيد إعجاب الناس بالشعر وبالشاعر وترجح كفته على مناقضه ويقع الإقرار بشاعريته ولهذا الفن قوانين يحترمها الجميع، ولا يجلب الهجاء في الملعب عداوة بين الشعراء في الغالب، وإذا لم يحسن الشاعر – أي أحد المتناقضين- المعنى المراد البعيد للشاعر الأول ولم يأت على معنى الشعر الأول بما يطابقه أو يوافقه، عد غير قادر ولو قال كل ثانية بيتاً، وقد يشتكي منه حتى مناقضه كأن يقول مثل ما قال مهبل الصاعدي
عميلي حاور الوادي وأنا أدوره مع الضلعان ودور صاحبي يالين حال الموج من دونه
دخيلك يا فلان إنك تعدل لي لحون فلان عليك تعد له وإلا على المعنى تردونه
يعني أن مناظره قد ذهب بعيداً عن معناه الذي يريد. وقد يكون المعنى كناية عن أشياء لا يود الشاعر التصريح بها ولا يكون في ملعبه ومزين كما قال السلمي
يا ضلع ضلع الحيا يا اللي عشاك النبات فيك الوروش أعجبتني وأدخلتني معك في دينها
يا ضلع يا ضلع مرعاية ثمان عنزات ثمان لا تنقص الديره ولا تخلف قوانينها
وهو يخاطب إمرأة فترد المرأة
معزاك معزاك يا ابن احليس لا تعرض بها للثقات من خوف حذفه تجي ويحطها الله في مضانينها
إما كلهن وإلا غدن الأربع الأولات صارت حسوفه على النشاد والرعيان كانينها
وقد كان الشعر النبطي شفوياً غير مدون وغير منشور حتى العصر المتأخر، وأول من دوَّنه وأرخ له ولشعرائه "خالد الفرج" في كتابه ديوان النبط، ثم "عبدالله بن خالد الحاتم" في كتابه خيار ما يلتقط من شعر النبط. ثم كثرت الكتب عن هذا اللون من الشعر النبطي وكثرت دواوين الشعر في كافة دول مجلس التعاون الخليجي
خصائص الشعر النبطي وميزاته
يتميز الشعر النبطي بالعديد من الخصائص التي تجعله ذات طابع مميز عن غيره من الأشعار العامية العربية ، ومن هذه الخصائص : 1-لغة الشعر النبطي هي اللغة البدوية بشكل عام والنجدية بشكل خاص. وتعتبر اللهجة البدوية هي أقرب اللهجات إلى الفصحى لعدة أسباب منها انعزال البوادي العربية التي تتحدث هذه اللهجات، وعدم اختلاطها بغير العرب. 2-القصيدة النبطية هي قصيدة تقليدية حيث أنها تلتزم بخصائص وبشكل القصيدة العربية القديمة من حيث الوزن الواحد والقافية الواحدة والبيت المكون من شطرين متساويين متكررين في مقدارهما الموسيقي، إضافة إلى أن القصيدة النبطية تتبع نفس بناء القصيدة العربية التقليدية من حيث تقسيمها إلى بداية تمهيدية وموضوع رئيسي وخاتمة تقليدية. 3-من حيث الوزن والموسيقى : -تلتزم القصيدة النبطية بالأوزان التقليدية الخليلية مع وجود بعض الاختلافات المتعلقة بعدد التفعيلات وبأوزان مبتكرة. -يمكن استخراج وزن القصيدة النبطية باتباع طرق التقطيع التقليدية والمقاطع. -اختفاء الفاصلة الكبرى والفاصلة الصغرى والسبب الثقيل من القصيدة النبطية. -أضافت القصيدة النبطية الالتزام " بالناعشة " وهي قافية الشطر الأول ، كما أنها تأثرت بما استحدث في الشعر الفصيح من ألوان القوافي كالمربّع والمرصّع والمشجّر ..... إلخ.
الوزن والموسيقى والقافية في الشعر النبطي
أولاً : الوزن : ظل الشعر النبطي ملتصقاً بالعروض الخليلي حيث يمكن استخراج أوزانه بطريقة التقطيع اعتماداً على المقطع القصير (ب) الذي يعبر عن الحركة والمقطع الطويل (-) الذي يعبر عن منحرك فساكن ... ولإخضاع الشعر النبطي لهذا المقياس يجب التخلص من التقاء الساكنين، فإذا ما ورد ساكنان متتاليان فإن الساكن الثاني يتحرك لكي يظهر المقطع القصير. مثال من قصيد للشاعر راشد بن طنّاف : يا نديمي مِنْك ذا المنهج سليمْ ما سَلكْتَه خِفْتْ يلْحَقْني بْلومْ فإذا تحركت هذه السواكن أصبح التقطيع كما يلي : يا نديمي مِنْكَ ذا المنْ هجْ سَليمْ ما سَلكْتَه خِفْتِ يلْحَقْني بِلومْ -ب-- -ب-- -ب-ْ -ب-- -ب-- -ب-ْ فاعلاتنْ فاعلاتنْ فاعلاتْ فاعلاتنْ فاعلاتنْ فاعلاتْ
وفي حالة تحريك الساكن الثاني فإنه لا يتسبب في إخلال باللهجة أو اقتحام لأصولها.. فالتحريك تحصيل حاصل لإبراز أجزاء الوزن واستخراج مثال من قصيدة لابن الظاهر : يقول المايْدي أبياتْ شِعرٍ طَرا بنيانْها عنوانْ ما بي وبقلقلة هذه السواكن وتحريكها أصبح التقطيع كما يلي : يقول المايدي أبيات شِعرٍ طَرا بنيَانِها عنوانِ ما بي ب--- ب--- ب-- ب--- ب--- ب-- مفاعيلُنْ مفاعيلُنْ فَعولُنْ مفاعيلُنْ مفاعيلُنْ فَعولُنْ
ومن الملاحظ أن البيتين السابقين يمكن إدراك الوزن فيهما دون تحريك هذه السواكن... فبمجرد قراءة البيت الأول (يا نديمي ... ) نشعر أننا أمام موسيقى بحر الرمل ، أما بقراءة البيت الثاني (يقول المايدي... ) فنشعر بأننا أمام موسيقى الوافر..
المقاطع :
الشعر النبطي خرج عن أنماط الشعر الشعبي العامي الأخرى، ولم يظهر في حشوه المقطع المُذال (-ْ) المكون من متحرك ثم ساكنين، مثله في ذلك مثل الشعر الفصيح ، ولذا فإنه وافق العروض الفصيح في مقاطعه وتفعيلاته وأسسه وقواعده وبالتالي كثير من بحوره. وفيما يلي الأشياء التي منعت المقطع المُذال من الوقوع في حشو بيت الشعر النبطي، فهو : 1- إيقاع اللهجة البدوية – لغة الشعر النبطي – المقارب لإيقاع اللغة الفصحى. 2- التنوين : يكثر التنوين في الشعر النبطي ويجيء في جميع المواضع بمناسبة وبغير مناسبة.. والتنوين ضرورياً لإقامة الصياغة اللغوية في اللهجة البدوية، كما أنه في كثير من الأحوال يكون مانعاً من وقوع السبب المذال في حشو البيت في الشعر النبطي بالتالي خاضعاً لقواعد العروض العربي الفصيح.
تفعيلات الشعر النبطي : يعتمد الشعر النبطي في أوزانه على ست تفعيلات أساسية ، جميعها من تفعيلات العروض العربي الفصيح، وهي : فاعِلاتُنْ -ب-- مُسْتَفْعلُنْ --ب- مَفاعِيلُنْ ب--- مِفْعُولاتُ ---ب فاعِلُنْ -ب- فَعولُنْ ب-- وفيما يلي تفعيلتين آخريين يستخدمها الشعراء نادراً لأنهما يستدعيان وجود مقطعين قصيرين متجاورين : مُتَفاعِلُنْ ب ب-ب- مُفاعَلَتُنْ ب-ب ب-